ينشر لأول مرة.. تفاصيل ليلة القبض على الجنرال علي السرياطي

مدونة "الثورة نيوز": الجنرال علي السرياطي الذي يحظى بتقدير كبير من كل الاعوان والضباط الذين عملوا تحت امرته في ادارة الامن الرئاسي كان احد ابرز الشخصيات الشاهدة على احداث 14 جانفي 2011.. لماذا تم اتهام الجنرال علي السرياطي بالتآمر على امن الدولة مباشرة بعد مغادرة الرئيس السابق؟ وما هو الهدف من وراء الامر بالقبض عليه وما هي مصلحة من اصدر الامر؟.. في هذا التقرير تكشف صحيفة «الشروق» التونسية تفاصيل القبض على الجنرال
يوم 14 جانفي وتحديدا بعد اقلاع الطائرة الرئاسية التي كانت تقل الرئيس السابق زين العابدين بن علي وعائلته حوالي الساعة 17و 47 دقيقة من مطار ثكنة العوينة تم القاء القبض على الجنرال علي السرياطي من قبل قوات الجيش الوطني وافتكوا سلاحه وهواتفه الجوالة...
وقرار القبض على الجنرال علي السرياطي يطرح عديد التساؤلات على غرار لماذا امر وزير الدفاع السابق رضا قريرة بالقبض على الجنرال؟ ولماذا لم يوقفه قبل سفر بن علي وعائلته؟ ولماذا صرح لاحقا انه كان ينوي اطلاق سراحه؟ ولماذا لم يفكر مدير الامن الرئاسي في الهرب رغم ان الفرصة كانت سانحة له؟...
ليلة القبض على مدير الامن الرئاسي السابق كانت مليئة بالأسرار والالغاز فرغم مرور ثلاث سنوات على الحادثة بقي الجنرال لغزا يوم 14 جانفي؟...
مغالطات
اتصل ضابط عسكري برضا قريرة واعلمه ان هناك اوامر بإعداد الطائرة الرئاسية للرئيس السابق زين العابدين بن علي ولكنه لم يعر الامر اي اهتمام وحوالي الساعة الخامسة من مساء يوم 14 جانفي اتصل الجنرال «العجيمي» بمسؤول عسكري رفيع واعلمه ان موكب بن علي دخل الى الثكنة العسكرية بالعوينة وتتالت الاحداث اثرها وكان رضا قريرة يعلم بكل التفاصيل والاخبار وكل تحركات الرئيس وعائلته..
اقلعت الطائرة تحديدا على الساعة الخامسة و47 دقيقة بعلم القيادات الامنية التي كانت تتابع الموضوع لحظة بلحظة وبعد دقائق معدودة تم القاء القبض على الجنرال السرياطي مدير الامن الرئاسي السابق حيث يقول سليم زروق زوج غزوة بن علي الذي كان حاضرا على عين المكان «دهشت من عملية القبض على السرياطي الذي لم يبد اي نوع من الرفض بل نفذ الاوامر» ومن جهتها انهارت ابنة الرئيس امام هذا المشهد...
العسكريون في الموعد
اتصل وزير الدفاع السابق رضا قريرة بالمسؤول العسكري واخبره انه تم ايقاف السرياطي قائلا «راني عطيت اوامربش يوقف «السرياطي».. في العوينة...اهوكة عندكم... وقفوه عندكم في الامن العسكري» ثم اتجه احد الضباط الى الثكنة العسكرية بالعوينة واستلم الجنرال علي السرياطي وتولى نقله الى الثكنة العسكرية بباب سعدون التابعة للادارة العامة للأمن العسكري...
من جهة اخرى اتصل رئيس اركان جيش البر الفريق اول رشيد عمار بالمسؤول العسكري الذي كان يشرف على العملية بثكنة العوينة وقال له « هاو جماعة المطار طالبين تلفزة توة.. المشكل اتحل...»ثم اضاف «المشكل انتهي» فامر هذا الاخير ببعث حافلة من العسكريين لمطار تونس قرطاج الدولي لجلب عائلة «الطرابلسية» وقام احد الضباط بتكوين لجنة لجرد ما يملكون من اموال ومصوغ وبعد سلسلة هذه الاجراءات تم الاحتفاظ بهم لاحقا في القاعة الشرفية بثكنة العوينة .
خمسة عناصر
اثر القاء القبض على الجنرال علي السرياطي بتهمة التآمر على امن الدولة من قبل بعض قوات الجيش الوطني بأوامر من وزير الدفاع السابق رضا قريرة وتم الاحتفاظ به دون استشارة الجهات المعنية على غرار النيابة العمومية تم اعطاء الاوامر لالقاء القبض على خمسة اعوان من قوات الامن الرئاسي برتب مختلفة والتحقيق معهم حول ما حصل قبل احداث 14 جانفي ليطلق سراحهم لاحقا...
المكيدة
اتصل رئيس اركان جيش الطيران بالضابط الموجود بالقاعدة الجوية بالعوينة ليسأله عن مكان وجود مدير الامن الرئاسي السابق علي السرياطي قائلا «اسمعني مليح لهيه شوية....حتى يجيوك ثلاثة من القوات الخاصة متاعنا ثم وقفوا... انزعلوا سلاحو ونحيلو تلفوناتو...»و اثرها تم اغلاق كل ابواب القاعة الشرفية للثكنة العسكرية بعد ان خرج منها اعوان الامن الرئاسي والمدير العام للتشريفات وابنة الرئيس السابق غزوة بن علي وزوجها وابناؤها...
توجه الضابط الى الجنرال علي السرياطي وطلب منه تسليمه هواتفه الجوالة وسلاحه الخاص مما جعله يسأله باستغراب «علاش لباس» فاجابه «فما اوامر بايقافك» وقد حاول مدير الامن الرئاسي السابق ان يجري مكالمة هاتفية ولكن تم منعه وفي حدود الساعة السادسة ونصف مساء من يوم 14 جانفي 2011 قال مدير الامن الرئاسي السابق علي السرياطي لقوات الجيش «نفهم الي انا سجين» فاجابه المسؤول على العملية «اوامر» فرد الجنرال «اخدم على روحك ولدي»..
خدعوني...
اكد علي السرياطي انه كان يعتقد ان عملية ايقافه جاءت لتامين عملية خروج امن للرئيس السابق زين العابدين بن علي وعائلته ومن انه سيتم استفساره عن ذلك مضيفا انه بمرور يوم واحد على عملية القبض عليه وجهت اليه تهمة التآمر على امن الدولة الداخلي من قبل وسائل الاعلام قبل ان من قبل اي جهة قضائية وهذا ما يطرح عديد التساؤلات عن حقيقة ما حصل معه...
اعتقد الجنرال علي السرياطي ان اتهامه بالتآمر على امن الدولة الداخلي قد يكون بسبب امكانية وجود تمرد في صفوف اعوان الادارة العامة للأمن الرئاسي وكان يستغرب عدم سماع اقواله من قبل اي جهة كانت في تلك الفترة...متسائلا عن من وراء تلك التهمة التي وجهت اليه دون تحريات او اتهامات ضده؟ كل هذه الاسئلة دونها في رسالة استفسار الى كل من الفريق اول رشيد عمار وقاضي التحقيق.. ولكن لم يتم الاستجابة لندائه..و لم يتم التحقيق معه إلا لاحقا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق