حقائق تنشر لأول مرة.. ماذا فعل بن علي حين علم بقرب قدوم راشد الغنوشي إلى تونس ؟

مدونة "الثورة نيوز": من 17 ديسمبر الى 14 جانفي 2011 تتالت التفاصيل وتتالت الاحداث مشاركة في تونس... كانت ولايات الداخل منتفضة وكان هناك اضطراب كبير في التحركات والعمليات الامنية في البلاد.... في تلك الفترة لم يكن اي احد يعرف حقيقة ما يجري في قصر قرطاج حتى الوزراء ومسؤولي الدولة... لم يكن للمسؤولين اية معلومات واكتفى الجميع بالمراقبة وانتظار ما ستأتي به الاحداث في تلك الفترة.
وخلال هذه الفترة كان النقابيون في الجهات وحدهم يتحركون وينقلون إلى تلفزات العالم حقيقة ما يجري في ولايات ومعتمديات الجمهورية ولم يكن هناك وجود او حضور فاعل للسياسيين ... كان الجميع ينتظر... والحقيقة ان الجميع لم يكن يفهم حقيقة ما يحدث... في هذا التقرير كشفت صحيفة «الشروق التونسية» تفاصيل هامة حول ما قبل 14 جانفي وما بعده..
لم يكن الفريق اول رشيد عمار يعلم بأن هناك شابا اسمه محمد البوعزيزي قد قام بحرق نفسه لانه كان بصدد الإشراف على مناورة عسكرية تابعة للواء الثالث مشاة ميكانيكية بجهة قابس ويوم 24 ديسمبر 2010 اتصل به وزير الدفاع السابق رضا قريرة وطلب منه تحضير وحدات عسكرية تتمثل في ثلاث كتائب للتدخل في اي وقت بسيدي بوزيد التي تشهد احتجاجات عارمة آنذاك.
سوء التنسيق
وبعد دقائق من أوامر رضا قريرة وزير الدفاع السابق اتصل علي السرياطي مدير الامن الرئاسي والذي كان متواجدا بدبي برشيد عمار رئيس اركان جيش البر آنذاك وعاتبه على سوء التنسيق بين الوحدات الامنية والعسكرية رغم خطورة الوضع واثر المكالمة الهاتفية بين الطرفين تم تحضير الكتائب الثلاث وتركيزها في كل من قفصة وسبيطلة والمكناسي.
من جهة أخرى اعرب رشيد عمار عن غضبه حين قام عبد العزيز بن ضياء مستشار الرئيس السابق بإعلام وزير الدفاع السابق بان الجيش ليس في وضعية تأهب ولم يقم بواجبه على اكمل وجه واعتبر رئيس اركان جيش البر بأن ما اقدم عليه «بن ضياء» هو وشاية كيدية ضده وتدخل في صلاحياته.
تدخل العسكر
يوم 7 جانفي 2011 طلب من رشيد عمار رئيس اركان جيش البر بضرورة التدخل في تالة للحد من عمليات التخريب والتكسير والحرق وعندما أمر الجنود بالتحرك لفض الاشتباكات وصلته تعليمات بالتراجع عن هذه الخطوة صادرة آنذاك من وزير الداخلية رفيق الحاج قاسم وهذا ما جعل الجنرال عمار يغتاظ من سوء التنسيق بين الوزارتين واستمرت اثر ذلك الاحداث بصفة كارثية بالجهة لمدة يومين متتاليين ونتج عنه سقوط عدد الشهداء وحرق مؤسسات الدولة.
لقاء عسكري أمني
اجتمع الفريق اول رشيد عمار مع وزير الداخلية رفيق الحاج قاسم والامين العام للتجمع محمد الغرياني ووزير الدفاع السابق رضا قريرة وعلي السرياطي مدير الامن الرئاسي السابق وآمر الحرس الوطني ومدير الامن الوطني السابقين يوم 9 جانفي 2011 وتم النقاش لإيجاد مخرج لهذه الاحداث متسائلين عن حقيقة الجهة التي تقف وراء العملية وقد وصف اللقاء بالبارد وغير المجدي لأن كلا من الشخصيات المجتمعة يحاول تبرئة نفسه من الفشل الامني في تلك الفترة...
اطلاق النار
لم تصدر اية اوامر للجنرال عمار بإطلاق النار على المتظاهرين وقد اتصل به «علي السرياطي» واعلمه بوجود اشاعة منتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» تفيد انه قدم استقالته وهذا ما نفاه رئيس اركان جيش البر واستغرب ما يشاع حوله متسائلا عمن يقف وراء الحملة الاعلامية التي طالته في تلك الفترة الحساسة...
ويوم 11 جانفي 2011 راسل الرئيس السابق زين العابدين بن علي الفريق اول رشيد عمار وطالبه بضرورة نزع الخوذة العسكرية لجميع العسكريين المنتشرين في البلاد فاستغرب الامر كثيرا وخاصة انه أمر العسكر بارتداء القبعة الحمراء كما تم لاحقا رشيد عمار ان هناك وحدات من الحرس الوطني مرتدية لزي القتال تمركزت بجانب الوحدات العسكرية المنتشرة بجانب المؤسسات المالية بالقصر مما جعله يطلب بضرورة الفصل بين قوتي الامن والعسكر حماية لهم.
يوم 13 جانفي واثر خطاب الرئيس السابق قامت قوات من الحرس الوطني وقوات التدخل والديوانة بتسليم أسلحتها الفردية الى الثكنات العسكرية وقد تم اعلام وزير الدفاع السابق بالأمر فاغتاظ من الامر وشك فيه وطلب تسليم الاسلحة بعد استشارة «بن علي» ويوم 14 جانفي وصلت موافقة الرئيس السابق لتتم عملية تسليم التجهيزات الامنية والذخيرة بصفة قانونية.
راشد الغنوشي
يوم 14 جانفي حوالي الساعة منتصف النهار وصلت معلومة مخابراتية للرئيس السابق بن علي تحتوي على معلومة تفيد نية راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة العودة الى تونس عبر مطار تونس قرطاج الدولي وهذا ما ازعج»بن علي» وقد حاول علي السرياطي مدير الامن الرئاسي السابق تهدئته ولكنه لم ينجح .....
و بعد حوالي ثلاث ساعات اتصل رضا قريرة وزير الدفاع السابق بالفريق اول رشيد عمار واعلمه ان الرئيس «بن علي» قال له حرفيا «فما مندسين شدوا عائلتوا ومخلوهمش يخرجوا» وهذا ما جعل «قريرة» يطلب من العميد جلال بودريقة التوجه نحو المطار للتحقيق في الامر.
البطولة
عند وصول العميد بودريقة الى المطار وجد ان سمير الطرهوني يحتجز عائلة «الطرابلسية» كرهائن وعندما طلب منه كشف من اعطاه الاوامر للقيام بهذه الخطوة رفض الافصاح عن هوية من يقف وراءه وعندما سمع «الطرهوني» بعملية خروج بن علي برفقة عائلته المصغرة طلب تصوير الحادثة ونشرها في وسائل الاعلام وابراز قيامه بعمل بطولي.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق