ينشر لأول مرة.. سيارات مجهولة حرضت على منازل الطرابلسية وهذا ما فعل بن علي قبل السفر

مدونة "الثورة نيوز": في مقال جديد من حقائق احداث ما قبل 14 جانفي وبعده كشفت صحيفة «الشروق» التونسية عن تفاصيل اللحظات الاخيرة قبل سفر الرئيس السابق زين العابدين بن علي وصعوده للطائرة.
كان علي السرياطي «مدير الامن الرئاسي السابق مع الرئيس في اللحظات الاخيرة وتبادلا الحديث بكل احترام وتقدير... تلك اللحظات وتلك التفاصيل كانت حاسمة ليس فقط في حكم الرئيس السابق زين العابدين بل لفهم الحقيقة التي تسعى لكشفها...تحدث علي السرياطي مدير الامن الرئاسي السابق انه كان هناك نقص فادح في المعدات والاسلحة يوم 14 جانفي 2011 لذلك اتصل بالفريق اول رشيد عمار وتحدث معه حول امكانية نشر دبابات في شوارع العاصمة وقد تولى رشيد عمار استشارة رضا قريرة خاصة ان الدبابات كانت موجودة في لواء القيروان وقد اتصل به وزير الدفاع السابق وقال له حرفيا «صحيحة حكاية الدبابات وراني حاولت نتصل بالرئيس منجمتش « فأجابه «راهي صحيحة الحكاية قالها الرئيس بيدو راي تعليماتو هو» فقال «اوكي».
سيارات
يوم 14 جانفي كانت هناك معلومات تفيد بتواجد سيارات مدنية كانت تجوب الشوارع المحيطة بمحلات سكنى افراد من العائلة وكذلك مؤسسات عمومية ومقرات امنية وكانت تحرض على الحرق وتسدي تعليمات الى الامن بإرجاع اسلحتهم والتخلي عن العمل وكانوا يحرضون الامنيين على عدم مباشرة مهامهم ومغادرة مراكز أعمالهم.
قال «السرياطي» انه التقى مع غزوة وسيرين بنات الرئيس السابق بالقصر يوم 14 جانفي 2011 في منتصف النهار وتحدث معهما حول الوضع في البلاد وكن قد اقترحن على الرئيس السابق محاسبة عائلة الطرابلسية وطردهم واجابهم حينها «توة عندي ما نخدم.. اتلهاو في ولادكم» وكان يرفض المقترح مضيفا انه حاول برفقة مروان مبروك اقناعه بهذه الخطوة يوم 13 جانفي قبل الكلمة التي القاها للشعب ولكنه تمسك برفضه.
اتصل الرئيس السابق بمدير الامن الرئاسي وقال له «راهي المدام قلولها خواتها انو فما بوليسية يعرفوهم يحرضوا في الناس بش تحرق ديارهم شوفلي الحكاية» وهذا ما جعله يتصل برشيد عمار وطلب منه المساعدة فاجابه «راني منعسش على الديار «فقلت له «ياخي معندكش في ثقة راني مقتلكش عس على الديار اما نحب نعززوا الامن في قرطاج والمرسى وتونس الشمالية».
وكان السرياطي حينها قد قام بإعداد مخططات لإخلاء القصر جوا وبحرا وبرا واعلم الرئيس السابق بأفكاره وسلمه صدرية واقية من الرصاص وقد اقترح عليه «بن علي» تعزيز الامن بـ 2 او 3 سرايا وكما قرر تسليم ادارته مبلغ مالي قدر بـ500 الف دينار كمنحة استثنائية بخصوص ساعات العمل الاضافية.
الخطة الامنية
تم يوم 14 جانفي تعزيز قصر قرطاج بقوات الحرس الوطني وقوات من الوحدة الخاصة لكي يقع تعزيز باب القصر بحزام ثان متكون وحزام ثالث متكون من قوات الادارة العامة للامن الرئاسي وحوالي الساعة الواحدة بعد منتصف النهار اتصلت حليمة بن علي بعلي السرياطي وسألته قائلة «عم علي هاو الطرابلسية هوني هزهم علينا» فسالتها «قداش هوما» اجابت «27 واحد» فقلت لها «انا منجمش اسأل بوك» .
القرار
في ظهر يوم 14 جانفي اتصل الرئيس السابق بعلي السرياطي وطلب منه الحضور الفوري للمكتب فاتجه اليه مسرعا واعلمه بأنه أسدى تعليمات بتحضير طائرة رئاسية له وللعائلة للسفر الى السعودية للتحضير لاستقبال كامل لعائلته وطلب منه ان يتكفل بتلك المهمة وقال له حرفيا «راني عملت اتصالاتي وقررت بش نتعدى للدرجة الثالثة من الطوارئ وتعيين الجنرال عمار كمنسق» وعندما اراد السرياطي مناقشته حول قراره فاجابه «اكهو خذيت القرار» وأضاف «انا هاني قاعد وبش انبعد العائلة يبدلو الجو ويعملو عمرة .. انتوما وصلوهم وانا هاني قاعد».
مسيرة الفنانين
قال احد مسؤولي القصر الرئاسي انه يوم 13 جانفي استمع الى الرئيس السابق بن علي في مكالمة هاتفية وهو يأمر بضرورة التعامل الايجابي لمسيرة الفنانين التي نفذوها امام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة...
30 سيارة رباعية
حلت بالقصر يوم 14 جانفي 30 سيارة رباعية الدفع من بينها السيارة الخاصة بالرئيس السابق من نوع «بي ام س 600» سوداء اللون المضادة للرصاص وكانت ستائرها مسدلة على نوافذها ويمتطيها سائقه الخاص اضافة الى 3 دراجات نارية وكانت جميعها بحالة اشتغال وكان جميع الاعوان يحملون اسلحة ويرتدون لباسا عسكريا ومدنيا وانطلقوا نحو الثكنة العسكرية بالعوينة وعند دخول الموكب اقتحمت سيارتان رباعيتا الدفع نوع «تيوتا» بابا ازرق بالثكنة على مستوى الطريق رقم 9 مما أدى الى سقوطه على احد العسكريين الذي مات على عين المكان ولم يكترث له اي شخص.
غضب وتشنج
ترجل الاعوان مشهرين لأسلحتهم امام مستودع كانت فيه طائرة مدنية كانت تتزود بالمحروقات ثم اتجهت اليها ليلى بن علي وكانت ترتدي معطفا ابيض وتحمل سلاحها الخاض وحاول افراد عائلة الطرابلسية الصعود الى الطائرة فصرخت فيهم حليمة بن علي بغضب قائلة «فكوا علينا سيبوا بابا وخلينا نسافروا وحدنا» وصعدت ماسكة يد شقيقها محمد وبجانبها خطيبها مهدي بالقائد والتحقت بها والدتها التي لم تلتفت الى اي كان من الحاضرين ثم توجه الرئيس السابق الى مدرج الطائرة ثم صعد مشيرا الى الجميع بالانصراف .
الموت
واثر اقلاع الطائرة توجه علي السرياطي مدير الامن الرئاسي السابق الى الاعوان قائلا «تو احنا كي مش بش نسافروا معاهم علاه جابونا من ديارنا خلاونا نموتوا غادي خير لاني سارق ولاني خاطف» واتجه اليه بقية افراد عائلة ليلى بن علي مستنجدين به فاعلمهم ان هناك طائرة عسكرية ستتولى نقلهم الى مطار جربة حيث يمكنهم من خلاله مغادرة ارض الوطن كما نفى احد الشهود ان السرياطي اجبر الرئيس السابق مستعملا السلاح على الصعود مضيفا انهما كانا يتبادلان الكلام بصفة عادية ومحترمة الى غاية صعود بن علي الى الطائرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق