طبيبة الشاب محمد البوعزيزي تدلي بشهادتها لأول مرة

مدونة "الثورة نيوز": كانت السيدة فائزة الغربي، فني سام أول في التخدير و الإنعاش، على متن سيّارة تاكسي في طريقها الى العمل ظهر 17 ديسمبر 2010 حين اعترض طريقها كريم جارها الصغير وهو يبكي ويحاول إيقاف تاكسي. طلبت السيدة فائزة من سائق سيارة الأجرة التوقف لتأخذ في طريقها جارها الصغير. سألته لماذا يبكي فكان رده «أمي تخدم في الزيتون وخويا محمد حرق روحو».
«صُدِمتُ للخبر» هكذا تقول السيدة فائزة مؤكدة أنها رفضت من قبل ان تدلي بأي شهادة فيما يتعلق بالحادثة. وصلت المتحدثة الى المستشفى مسرعة وجرت رفقة كريم بحثا عنه محمد البوعزيزي. كان محترقا بالكامل.. لم يكن محروقا فحسب بل كان يظهر وكأنه شبه محنّط لشدّة احتراقه.. وجدته في حالة خطرة ويتنفس اصطناعيّا».
وتضيف « كان مايزال حيّا رغم صعوبة حالته وخطورتها. أنعشته. ثمّ رافقته على متن سيّارة الإسعاف الى مستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس. كان المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد يفتقد لوحدة حروق لذلك كان علينا نقله الى صفاقس. في الطريق الى صفاقس كان عليّ الإبقاء عليه حيّا. كنت خائفة جدّا على حياته وأحسست أنّ محمد بدأت حالته تتعكّر لأجل ذلك هاتفت الإسعاف السريع الراجع بالنظر الى ولاية صفاقس أطلب المساعدة. حلّ الإسعاف السريع في منتصف طريقنا الى صفاقس وعاينوا الشاب قالوا لي فعلتِ ما عليك حالته خطرة جدّا. فعلا كنت انتظر وفاته في أية لحظة في الطريق لكن قلبه ظلّ ينبض. كم تمنيت في تلك اللحظة ان تحدث معجزة لإنقاذه. أحسست وكأنه يتحدث إليّ يقول لي أنقذيني».
صورته لن تمحى من ذاكرتي ما حييت كان شخصا متفحما. كان أهله يتبعون سيارة الإسعاف عبر سيارتَي من نوع «ايسيزي» وكانوا يتصلون بي للإطمئنان على وضعه. كان عليّ طمأنتهم رغم علمي بخطورة وضعه. وصلنا الى صفاقس وهناك سلمته حيّا للمسؤولين عن قسم وحدة الحروق ثمّ عدتُ الى سيدي بوزيد.. لكن كنت اعلم انه مستحيل أن يظل على قيد الحياة فهو حرق نفسه بطريقة غير عادية».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق