باحث أمريكي مختص يكشف عن علاقات بين «أنصار الشريعة» وحركة النهضة

مدونة "الثورة نيوز": نشر الموقع الإلكتروني «ثينك أفريكا بريس» وموقع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى مقالا للباحث الأمريكي في الجماعات الجهادية "آرون زيلين" بعنوان «تونس: الكشف عن أنصار الشريعة».
ويقدم الباحث في مقاله أهم ما جاء في لقائه مع من يسميه أحد مؤسّسي تنظيم «أنصار الشريعة» في تونس والذي قابله شخصيا في آخر أوت وأوائل سبتمبر 2013، وقد اختار زيلين عدم ذكر اسم مصدره الذي يقول إنه انشق عن التنظيم.. وهذا أهم ما جاء في اللقاء:
تأسيس التنظيم
يشير الباحث إلى أنّ المعلن عن قصة «أنصار الشريعة» أنها تعود إلى نحو عامين ونصف إلا أن المصدر المنشق أوضح أن قصة ظهور «أنصار الشريعة» تعود إلى عام 2006.
فقد منح خروج حمادي الجبالي من السجن عام 2006 الأمل لدى عدد من الإسلاميين الراديكاليين في أن خروجهم من السجن أيضا ممكن حسب المصدر الذي تقصى الباحث معلوماته منه. ولذلك بدأوا في التحضير لمهمتهم حالما خرجوا، وقد اتفق 20 إسلاميا من بينهم زعيم «أنصار الشريعة» حاليا «أبو عياض» على تكوين تنظيم جديد.
إطلاق سراح هذه المجموعة لم يتم سريعا كما كانوا يأملون ولكن مرادهم تحقق بعد الثورة وتحديدا في مارس 2011، حسب ما جاء في المقال. وبمجرد خروجهم نظمت المجموعة لقاء في منزل «أبو عياض» وبدأوا بالتحضير لمشاريعهم المستقبلية. وبعدها بدأت محاولاتهم في إقامة علاقات مع الشيخ السلفي الخطيب الإدريسي، الذي عمل حسب ما يقوله الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى على الترويج لأنشطة «أنصار الشريعة» على صفحته على «الفايسبوك.» ومنذ 2012 كما يشير المقال قلّ حديث الإدريسي عن «أنصار الشريعة».
النهضة وأنصار الشريعة
أما فيما يخص العلاقات بين حزب حركة النهضة و«أنصار الشريعة»، فإنّ المقال يفرد لها فقرة بعنوان «أصدقاء في أماكن هامة» مشيرا إلى أنّها علاقات قديمة تعود إلى زمن كان فيه أفراد من الجانبين في غياهب السجون، وقد كان هناك اتصال قريب بينهما وتبادل متواصل للرسائل.
أما فيما يتعلق بموقف النهضة من حضور السلفيين في الحياة السياسية في تونس، فإن المقال يشير إلى رسالة أرسل بها علي العريض إلى نورالدين قندوز أحد وجوه حزب النهضة يؤكد له فيها أن وجود السلفيين أمر مفيد للنهضة لأنهم يجعلون الحركة تبدو أكثر عصرية واعتدالا عندما تقارن بهم، كما جاء في المقال.
وقد عقد المصدر المنشق عن «أنصار الشريعة» اجتماعين عام 2011 في منزل زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي في المنزه. وفي هذه اللقاءات يقول المصدر أنّ الغنوشي طلب من «أبو عياض» أن يشجع شباب «أنصار الشريعة» للانضمام إلى الجيش والحرس الوطني بهدف اختراقهما. وقد أشار كاتب المقال في الأثناء إلى شريط الفيديو الشهير المسرب للغنوشي في لقائه عددا من السلفيين، ولكن بعد ذلك يشير الكاتب إلى أنّ العلاقات بين النهضة و«أنصار الشريعة» توترت وأعلنت الحكومة «أنصار الشريعة» تنظيما إرهابيا.
الجناح المسلح لأنصار الشريعة
يقول الباحث آرون زيلين إن «أنصار الشريعة» انخرطوا في البداية في حملات تستهدف القلوب والعقول معتبرا تونس أرض «دعوة»، ولكنّ مصدره اكتشف غير ذلك وقد كان ذلك سببا في انشقاقه، فقد أكد للباحث أن للتنظيم جناحا عسكريا كما أكد أن علاقات التنظيم بـ«أنصار الشريعة» في ليبيا و«أنصار الشريعة» في مصر هي شبيهة بـ«شبكة العنكبوت» على حد تعبيره، موضحا أنهم جميعا يعرفون بعضهم البعض.
ويخلص الباحث إلى أنّ دراسة مثل هذه المنظمات يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أنّ ما لا نعرفه عنها أكثر بكثير مما نعرفه، مشيرا إلى أنه مازال هنالك أسئلة كثيرة حول تنظيم «أنصار الشريعة» في تونس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق