ينشر لأول مرة .. أسرار اللقاء الأخير بين «بن علي» وكمال اللطيف

مدونة "الثورة نيوز": كان بعد 14 جانفي 2011 الشخص الأكثر جدلا في تونس والي الان لازال اسمه يحيل الي الكثير من التفاصيل وحكايات الصالونات السياسية. في الأيام والساعات الاخيرة التي سبقت 14 جانفي عاد الاتصال بين الرئيس السابق زين العابدين بن علي وصديقه القديم كمال اللطيف..
وقامت صحيفة «الشروق» بنشر تفاصيل اللقاءات الاخيرة بين بن علي والشخصية الأكثر جدلا في تونس «كمال اللطيف»:
حاول الرئيس السابق زين العابدين بن علي الاستنجاد في اللحظات الاخيرة برجل الاعمال كمال اللطيف فاتصل به في المرة الاولي خلسة خوفا من ردة فعل ليلي الطرابلسي لأنها كانت ترفض صداقته باللطيف وتعتبره عدوا شخصيا لها لأنه رفض زواجها من بن علي واعتبرها لا تليق بمستواه العائلي ..
يوم 11 جانفي اتصل زين العابدين بن علي الرئيس السابق برجل الاعمال كمال اللطيف وقال له «اتنجمشي نشوفك اليوم..» فأجابه «في كل وقت .. مفما حتى مشكل» فأضاف بن علي بصوت خافت وكأنه لايريد ان يسمعه اي شخص «توة نطلبك بعد شوية» وقطع المكالمة وبعد دقائق عاود الاتصال باللطيف وقال له «بش نتقابلو..» فرد عليه «وقتاش تحب نجيك.. نجيك للبيروغادي .. في القصر» فأجابه الرئيس السابق بحدة وتشنج «لا لا مش في البيرو.. موش في القصر.. لا لا»..
استغرب رجل الاعمال كمال اللطيف من طريقة كلام الرئيس السابق في الهاتف وفهم انه خائف من ان تعلم زوجته ليلى الطرابلسي بفحوى المكالمة أو اللقاء الذي سيجمعهما , وبعد دقائق عاود «بن علي» الاتصال به وطلب مقابلته خارج قصر قرطاج فقال له «باش نتقابلوا في دار بنتي.. في قرطاج.. في دار سيرين».. فوافق كمال اللطيف على طلبه قائلا «مفماش حتى مشكل ..
لقاء بعد غياب

كان الرئيس السابق يعلم جيدا ان رجل الاعمال كمال اللطيف له وزنه على الساحة السياسية وعلاقته متميزة خاصة مع احزاب المعارضة وقياداتها واغلب الشخصيات الوطنية والمستقلين والفاعلين في تلك الفترة يكنون له الاحترام وهذا ما جعل الرئيس السابق يتمسك بمقابلته ..
واجتمع الرجلان في منزل سيرين بن علي في منزلها بقرطاج ودار اللقاء بينهما في كنف السرية وعبر الرئيس السابق زين العابدين بن علي لصديقه القديم كمال اللطيف عن مخاوفه من التحركات التي تعرفها البلاد والتي اتسعت رقعتها بصفة فجئية وطلب مساعدته واسداء النصيحة له في تلك الظروف الصعبة..
بعد انتهاء اللقاء الذي لم يدم كثيرا غادر رجل الاعمال كمال اللطيف منزل سيرين بن علي وتعمد الخروج مع الرئيس السابق زين العابدين بن علي الى غاية الباب الخارجي لـ«الفيلا» لكي تقع مشاهدته من قبل اعوان المرافقة الذين كانوا يبلغون ليلي الطرابلسي بكل تحركات زوجها وتصرفاته فقد كان مراقبا من قبلها عن طريق معاونيها 24 ساعة وكانت دائما على دراية واسعة بأبسط تحركاته ولقاءاته..
الاتصال الثاني
يوم 12 جانفي اعاد الرئيس السابق زين العابدين بن علي الاتصال مجددا برجل الاعمال كمال اللطيف ليعلمه بقرار اتخذه فقال له «قررت بش نعفي وزير الداخلية رفيق الحاج قاسم من مهامه ونعزلوا..» فأجابه اللطيف «مش المشكل في وزير الداخلية اكهو.. الحكومة الكل لازم تتنحى..» فرد عليه بن علي قائلا «هاوبش نحط احمد فريعة وزير داخلية.. ماك تعرفوا نظيف ومقتدر وبعيد على العائلة ..» فكرر كمال اللطيف اجابته قائلا «مش المشكل في وزير الداخلية يا سيد الرئيس..» ثم انقطعت المكالمة بينهما فجأة.. وعلم كمال اللطيف لاحقا انه فعلا تم تغيير وزير الداخلية وتعويضه..
اللطيف والطرابلسية
مجموعة من المكالمات جمعت بين رجل الاعمال كمال اللطيف ووزير الداخلية احمد فريعة خاصة يومي 13 و14 جانفي حيث كان اللطيف يعلم الوزير ببعض عمليات الحرق والنهب التي تبلغ الي علمه ويستقصيها من معارفه وحوالي الساعة الثالثة ظهرا من يوم 13 جانفي اتصل كمال اللطيف بفريعة واعلمه بوجود عملية حرق بجهة قمرت لأحد المنازل..
بعد انتشار خبر القبض على الطرابلسية في مطار قرطاج وحجزهم من قبل قوات الامن عبر رجل الاعمال كمال اللطيف عن سعادته وخاصة ان عملية ضبطهم كانت مهينة لهم وكان عليهم ان يدفعوا ثمن ما اقترفوه في حق الشعب التونسي من ظلم وسرقة وتجاوزات قانونية واستعمال للسلطة لخدمة مصالحهم الضيقة دون اي اعتبارات اخلاقية أو انسانية هذا بالاضافة للصراع القائم بينهم..
نهاية الحكم
تواترت الاحداث وعمت الفوضى كامل تراب الجمهورية وانتشرت مظاهر السرقة والنهب والتكسير واقتحام المنازل والفضاءات التجارية الكبري وانهارت معهم منظومة الدولة في تلك الفترة ورغم كل المحاولات اليائسة التي قام بها الرئيس السابق زين العابدين بن علي فقد باءت بالفشل وقرر تسفير عائلته الي السعودية والاطمئنان عليهم هناك ثم العودة وحده..
المكالمة الاخيرة
يوم 14 جانفي 2014 وفي الطائرة الرئاسية وبعد ان أقلعت الي السعودية حاملة معها عائلة الرئيس وبعض اعوانه ومساعديه قرر زين العابدين بن علي ان يجري مكالمة هاتفية مع رجل الاعمال كمال اللطيف لتكون الاخيرة بينهما..
اتصل الرئيس السابق من هاتف الطائرة الرئاسية على الساعة الثامنة و45 دقيقة وكان يتكلم بصعوبة وصوته متقطعا ومتوترا فقال «الو كمال.. الو كمال..» فأجابه «ياخي هربت.. هربت» فقاطعه بن علي قائلا «راني بش نشيع العائلة ونرجع للبلاد.. نوصل العائلة ونرجع..» فقال له كمال اللطيف «وين بش ترجع.. انتهى.. البلاد واكلة بعضها.. شفت كيف متسمعش الكلام.. ووين وصلت البلاد ؟» فتشنج الرئيس السابق بن علي واجابه بغضب « كيفاش تحبني نحط مرتي وعائلتي في الحبس ؟» وانقطعت المكالمة.. وفهم اللطيف ان بن علي اراد ان يبلغ لمسامع زوجته انه لن يتخلى عنها..
وانقطعت المكالمة الاخيرة بين زين العابدين بن علي الرئيس السابق ورجل الاعمال كمال اللطيف بتشنج بن علي ورفضه لحبس زوجته وعائلتها في السجن.. لتعود القطيعة مجددا بينهما بسبب ليلي الطرابلسي التي نجحت في قطع اي صلة بين الرجلين منذ سنة 1992 وكررت موقفها في 2014.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق